بسم الرحمن الرحيم
مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِیلًا
بناء على مبدأ إحدى الحسنيين القرآني يعدّ الاستشهاد في سبيل الله سنة معهودة عند مجاهدي الإسلام. وقد كانت هذه السنة تراثا خالدا يحتذى به في ذرية الرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين ـ عليهم السلام.
قدّم أبناء الأمة الإسلامية طوال تأريخ مقارعة الظلم والكفر والفساد حياتهم الغالية بكل فخر إلى الله وقد نال الإسلام العزيز هذه العظمة والعلو نتيجة هذه التضحيات.
يقاتل مجاهدو حزب الله سنوات طويلة جهادا كربلائيا ويستشهدون استشهادا حسينيا وهذا اللقاء الإلهي هو المصير الحلو اللذيذ المقدّر للمجاهدين في سبيل الله.
هذا وإن كان استشهاد سيد المقاومة، والمجاهد الدؤوب وبطل العالم الإسلامي العظيم سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج السید حسن نصرالله ـ رضوان الله تعالى عليه ـ للإمة الإسلامية وأحرار العالم جميعا ثلمة لا تسد؛ بيد أنّ الاستشهاد ولقاء الله هما أجرا سنوات الجهاد في سبيل الله ولا يفوقه أجر. إن الاستشهاد يليق به حقا ومبارك له؛ إلّا أنّ قلوبنا تعتصر حزنا ولا بلسم لهذا الحزن.
كان الشهيد العظيم يقاتل في ساحات الجهاد قاصدا التوحيد وكان التوحيد باديا في عمق سلوكه وحديثه. إنّ الاعتقاد الراسخ بالإمداد والنصر الإلهي والإيمان العميق بالجهاد في سبيل الله قد بلّغه مكانة معنوية كبيرة بعد عمر من الجهاد وكان الشهيد السید حسن نصرالله ولي الله حقا.
تعزي و في نفس الوقت تبارك جماعة العلماء و المدرسین فی حوزة قم العلمیة الإمام الحجة ـ عجل الله تعالى فرجه الشريف ـ وقائد الثورة الإسلامية ومراجع التقليد العظام ـ دامت بركاتهم ـ والحوزات العلمية والأمة الإسلامية بمناسبة استشهاد المجاهد العظيم السيد حسن نصر الله ـ رحمة الله عليه ـ وتعلن بكل اطمئنان أن ثأر دم هذا الشهيد العزيز سوف يستأصل حركة الظلم والاستكبار.
لا يرى العالم السلام والاستقرار إلا مع إزالة الكيان الغاشم الظالم وأمريكا وما دام هؤلاء المفسدون يظلمون في العالم لا سبيل أمامنا لبلوغ الأمن والحياة العزيزة إلا الجهاد.
إن الحركة العظيمة المتمثّلة بالمجاهدين ضدّ الكيان الصهيوني والأمة الموحّدة الإسلامية اليوم هي الثائرة لدم هذا السيد العزيز واستنادا إلى الوعد الإلهي المحتوم وعناية الإمام الحجة ـ أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ـ نهاية إسرائيل قريبة جدا، إن شاء الله.
جماعة العلماء و المدرسین فی حوزة قم العلمیة