بيان صادر عن جماعة العلماء و المدرسین فی الحوزة العلمية بقم المقدسة في إدانة مشروع القانون الذي إقترحته الحكومة الفرنسية لتقييد الأنشطة الإسلامية و إزالة المعالم الأسلامية

بيان صادر عن جماعة العلماء و المدرسین فی الحوزة العلمية بقم المقدسة في إدانة مشروع القانون الذي إقترحته الحكومة الفرنسية لتقييد الأنشطة الإسلامية و إزالة المعالم الأسلامية

۲۲/ صفر/۱۴۴۲

بسم الله الرحمن الرحیم

التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي المعادية للإسلام منحازة و مليئة بالتدلیس و تحریف الواقع من أجل تشويه الإسلام عبر سياسة نشر الكراهية فمکرون بدلاً من الإعتراف بأعماق الكوارث الحقيقية و أضرار المجتمع الفرنسي و التأمل فيها ، وجه سهام كراهيته للإسلام و یزعم أنه یکافح ضد النزعة الإسلامية المنفصلة .

إن جماعة العلماء و المدرسین فی الحوزة العلمية بقم المقدسة ، إذ تدين أي عمل معاد للدين و للإسلام ، تدعوا المجتمعات الغربية إلى العودة إلى الدين و الروحانية و تؤکد بأن دين الإسلام و تعاليم الأنبياء و الأئمة المعصومين علیهم السلام هي الجامع الذي يهتم بازدهار حیاة البشر في الدنیا والآخرة و يحمل راية مكافحة التطرف و الإرهاب .

إن الإسلام الأمريكي ، المولود من أيديولوجيات صهيونية تم تنظيرها بالدولارات و اليوروهات التي تبرعت بها الحكومات الغربية والشركات التابعة لها والذي يتم تصويره الأن على أنه الوجه الحقيقي للإسلام في وسائل الإعلام الإستکبار هو اليوم المصدر الحقيقي للتطرف في الدول الأوروبية . و إن جهود فرنسا في القضاء على الفکر الإسلامي الصحیح أو رفضه أو حتى تعديله ستبوء بالفشل و كما أکد سماحة السید القائد في رسالته إلى شباب الدول الغربية ، فإن الشباب الباحثين عن الحقيقة سيسعون لمعرفة الإسلام بعيدا عن الصور المفبرکة التي تعرضها لهم القنوات الإعلامية .

إن المشكلة الحقیقية التي إبتليت بها فرنسا والمجتمعات الغربية الأخرى هي فكرة العلمانية التي تسعى إلى فصل الدين عن الحياة البشر و فرنسا غارقة في المستنقعات التي بنتها بیدها و هي الأن تبحث بحماقة عن حلول لمشاكلها عبر ترسيخ العلمانية الفاشلة و ترویج معاداة الإسلام و اللعب بالألفاظ و محاولة لصق الإرهاب بالإسلام ودق طبول محاربته .

إن حکومة فرنسا التي کانت غارقة برائحة البترودولارات و عززت علاقاتها مع مروجي العنف التكفيري و الوهابية التي غذت جذور الإرهاب بدماء المظلومين من السوريين واليمنيين والعراقيين و غیرهم، تدعي الأن أنها تحارب التطرف؟ الإرهاب و التطرف مدانان ، لكن مزاعم ماكرون ليست سوى کذب و تدلیس .

إننا ندين بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي العنصرية التي أساءت إلى مشاعر نحو ملياري مسلم و نرى المعايير المزدوجة للغرب في التعامل مع الإرهاب و التطرف هي جذور المشكلة . الإسلام المحمدي الخالص هو منارة الهداية للتغلب على الأزمات  فكيف يمكن وصف الدين كعقبات و أزمات .

يجب على المفكرين والعلماء أن يخرجوا بخطة لإرساء أسس تفاعل سليم و مشرف بين الأديان السماوية . إن مثل هذه التصريحات غيرالمتحضرة و نشر الكراهية للإسلام یمکنها أن تردي إلى تكوين جماعات عنصرية وانتشار العنف الدموي البغيض ضد المسلمين و إهانة المقدسات . فيجب الإستفادة من طاقات الدين في منتديات و إجتماعات علمية لحل مشكلات المجتمعات و إنقاذها من الجهل المعادي للإسلام بعيدًا عن الأعمال السياسية المنافقة .

والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته

محمد الیزدي

رئيس المجلس الأعلى لجماعة العلماء و المدرسين في الحوزة العلمية بقم المقدسة

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *