بيان جماعة العلماء و المدرسین فی الحوزة العلمية بقم المقدسة حول إدانة صفقة القرن
۴/ جمادی الآخر/۱۴۴۱
بسمالله الرحمن الرحیم
قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَ ما تُخْفي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ
(سورة آلعمران المبارکة، الآية: ۱۱۸)
لقد كشف الرئيس المجرم للولايات المتحدة ، في عرض مثير للسخرية من الغطرسة ، عن صفقته المشؤمة التي كشفت عن قسوته وعدائه للأمة الإسلامية فقد أظهرت هذه الصفقة مرة أخرى أن سياسة النظام الأمريكي المتعجرف في المنطقة قائمة علی دعم النظام الصهيوني في إستمرار إحتلال و إستعمار البلاد الإسلامية لاسیما فلسطين العزيزة .
يصف الرئيس الأمريكي خطته للإحتلال بأنها “صفقة القرن”، حیث یتوهم أنه يمكنه سلب أرض فلسطین الإسلامية لیسلمها إلی المغتصبين من خلال خطة يتم تجاهل الفلسطينيين فيها بشكل عام ، خطة لن يقبلها أي إنسان حر .
من خلال هذه الصفقة الشريرة ، تسعى الولايات المتحدة إلى تغيير الهوية التاريخية للقدس كمدينة مقدسة لجمیع الأديان الإبراهيمية و تحويلها إلى مدينة صهيونية وعاصمة للمحتلین حینما هذه الصفقة المزعومة ، على عكس جميع قرارات الأمم المتحدة ، تعتبر المستوطنات غير الشرعية جزءا من أراضي الکیان الصهيوني المحتل و السفاح و أخطر جزء من هذه المؤامرة هو محاولة نزع سلاح فصائل المقاومة بصفتهم المدافعين عن عزة و كرامة فلسطين لیتمکن المحتل من تدمير هوية هذا الشعب المضطهد .
ولکن على الرغم من الجهود الکثیرة التي بذلتها الأنظمة الأمريكية و الصهيونية و جبهة الإستکبار العالمي على مدار الأعوام القليلة الماضية ، إلا أن الشعب الفلسطیني المسلم یناظل دائما من أجل إسقاط المؤامرات التي تهدد هويته وأرضه و وطنه و اليوم باب شعب فلسطين المضطهد وكل التيارات السياسية له یدركوا بصورة أکبر أن النظام الأمريكي المجرم و جبهة الإستکبار العالمي لم يكونا أبداً الوسطاء ، بل هم من خلقوا الصهيونية و دعموا جرائمها في جميع أنحاء العالم و من ضمنها في فلسطين المحتلة .
ألأن مع هذه التجربة الثمينة بمشیئة الله و قوته سوف یقوم الشعب الفلسطيني ومسلمي العالم بإسقاط هذه الصفقة و رمیها في مزابل التاریخ و على عكس مؤامرات الأميریكيين و الصهاینة ، سوف لن يمضي وقت طويل لیتم تطهير القدس وفلسطين من دنس المحتلین حیث سیعمل مجاهدی القدس الحبیبة و مدافعی فلسطين العزیزة على أن تتحول إلی نموذج التحریر لجميع الأحرار في العالم و لاشك أن إقتراح الجمهورية إيران الإسلامية الایرانية المتمثل في عمل إستفتاء من سكان فلسطين الأصلیین حول تحديد مصير بلدهم هو الطريق الوحيد لتحقیق حق الشعب الفلسطيني المضطهد .
من خلال إدانة صفقة القرن الظالمة ، تؤكد جماعة العلماء و المدرسين في الحوزة العلمية بقم المقدسة على ضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني و تحث جميع الدول والحكومات الإسلامية على مساعدة المجاهدین في محور المقاومة و بفضل التقارب غير المسبوق بين المسلمين ، فإننا متفائلون بنهاية الإحتلال الصهیوني لفلسطين و تطهير جميع الأراضي الإسلامية من المجرمین و إستتباب الأمن والأخوة في العالم الإسلامي .
إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (سورة محمد المبارکة، الآية: ۷)
والسلام علیکم و رحمة الله و برکاته
محمد الیزدي
رئيس المجلس الأعلى لجماعة العلماء و المدرسين في الحوزة العلمية بقم المقدسة