بسم الله الرحمن الرحيم
لقد وجّهت أحداث الأيام الأخيرة في سوريا القلوب والعقول نحو هذه المنطقة المهمة والاستراتيجية.
إن سوريا باعتبارها إحدى دول محور المقاومة، وبسبب وجود الأماكن المقدسة مثل مرقدي السيدة زينب وبنت الحسين (عليهما السلام)، لها أهمية كبيرة بالنسبة لأبناء الأمة الإسلامية. وخاصة اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام.
ومن هذا المنطلق وإشادة بقائد الثورة آية الله آية الله الإمام الخامنئي في بيان وتصوير ظروف المنطقة ومستقبل التطوّرات، تتقدم جماعة العلماء والمدرسين في حوزة قم العلمية ببعض الملاحظات :
إن هجمات النظام الصهيوني لتدمير البنى التحتية العسكرية والاقتصادية لسوريا، وكذلك احتلال هذا البلد، هي عمل إجرامي وغير شرعي وغير قانوني. وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الإسلامية إدانة هذا العمل الخبيث بشدّة.
إن اللامبالاة تجاه استقلال سوريا و وحدة أراضيها وتجاهل إرادة الشعب يؤدي إلى خطر التفكك والدمار الجغرافي لسوريا. وإذا لم يتم درء هذا الخطر الآن، فلن تكون الدول الأخرى في مأمن من أطماع إسرائيل والتكفيريين، وستؤدي الأزمة الإقليمية إلى كارثة عالمية.
تحكم في سوريا اليوم تيارات سياسية عسكرية تابعة، لها خلفيات متطرّفة وأساليب تكفيرية عنيفة، بالتعاون مع بعض دول الجوار والإدارة المكشوفة لأمريكا والصهيونية. وقد خلق هذا الوضع مخاوف كثيرةعند هذا الشعب ومستقبل سوريا وتسبب في نزوح العديد من النساء والأطفال.
إن عدم الاهتمام العالمي بقضية اللاجئين سيؤدي إلى كارثة إنسانية مؤلمة. ومن بين المخاوف المتعلقة باللاجئين، هي نقص الغذاء والمأوى، فضلاً عن المخاطر الحياتية المرتبطة بسلوك التكفيريين غير الإنساني.
وفي هذه المرحلة لا تزال جبهة المقاومة نشطة بعون الله ونصره ضمن جبهة متّحدة في محاربة إسرائيل، ولن تكون منفعلة نتيجة خسائر انهيار الحكومة السورية وتداعياتها.
إن المقاومة والنضال في سبيل الله هما مفهومان فطريان في مكافحة الاستبداد، ولا يمكن القضاء على شعب مؤمن أو إضعافه في مكافحة الاستكبار والصهيونية.
شباب سوريا، وحتى شباب الدول الإسلامية الأخرى، ملتزمون بمقاومة الاحتلال، وقريباً سينمون و ستزداد قوتهم وتنتشر شجرة المقاومة الطيبة.
وتحاول وسائل الإعلام الاستكبارية محو الماضي المظلم للحركات التكفيرية عبر الإعلام وخداع الرأي العام العالمي بتطهيرهم. لقد كشف هذا السلوك الخبيث للأعداء أن سبب عدائهم لسوريا ووضع العقوبات وتوجيه التهديد ضدها، لم يكن إلا لارتباطهم
بجبهة المقاومة، والإسلام الأمريكي الذي تزرعه مراكز الفكر الصهيونية لا يشكل أي تهديد لإسرائيل وأمريكا.
وعلى شعبنا الذكي أن يعي تداعيات التنازل وإبداء التعب والتهاون أمام العدو. إنّ الوضع الراهن في سوريا هو مستقبل كل من لا يريد أن يتحمل تكاليف المقاومة. لقد أظهرت الأحداث في سوريا التكاليف المريرة التي لا تعوّض للتعب والفشل أمام العدو.
إنّ الشعب الإيراني النبيل، الذي كان حاملاً لواء المواجهة من خلال التضحية بأرواحه وأمواله لمساعدة جبهة المقاومة والمضطهدين في العالم؛ سوف يهرعون لمساعدة اللاجئين السوريين وسيستمرون في التعاطف مع حملة “إيران المتعاونة” لمساعدة المظلومين.
والله نعم الداعم لجبهة المقاومة وهو صادق في وعده. النصر والانتصار النهائي هو مع الشعب الذي يبقى في الساحة ويثابر على طريق الحق، والشعب الإيراني أثبت مرات عديدة أنها مثال “إن ٱلَّذينَ قالوا ربّنا اللهُ تُمّ استقاموا ”
إنّ المستقبل لتلك الجبهة من الحق، وتحت عناية الإمام العصر – عجل الله تعالى فرجه الشريف – وتوجيهات قائد الثورة الأسلامية –مد ظلّه العالي ـ سيأتي أيام الفتح والنصر قريبا إن شاء الله.
جماعة العلماء والمدرسين في حوزة قم العلمية