بسم الله الرحمن الرحیم
إن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هي يوم عالمي لنصرة المظلومين و محاربة المستكبرين. إن هذا اليوم الذي تأسس بالبصيرة و الرؤية العميقة للإمام الخميني مؤسس الثورة الإسلامية في إيران – قدس سره – أبقى قضية فلسطين حية كقضية إنسانية و إسلامية مهمة، فاليوم ارتبطت الضمائر الإنسانية بمظلومية فلسطين و القدس الشريف و صارت تطالب بحريته.
يوم القدس هو اليوم الذي يكشف فيه المسلمون عن الثمار الروحية لصحوتهم و صيامهم، و يعلنون بصوت عالٍ أن المسلم هو شخص يتبع القرآن، و يصلي و يصوم، و هو أيضًا شخص يجاهد، و أن ايمانه يكتمل بمقارعة الطاغوت. «فَمَن يَكفُر بِالطّاغوتِ وَ يُؤمِن بِاللَّهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقی».
إن الشعب الإيراني الشجاع ينظر إلى القضية الفلسطينية على أنها مسألة عقيدة و ایمان، و دعمهم للشعب الفلسطيني هو دعم يقوم على الالتزام الديني و الأخلاقي و الإنساني.
إن جماعة العلماء و مدرسي الحوزة العلمية إذ تحيي ذكرى شهداء على طريق القدس و على رأسهم الشهيد قاسم سليماني و تعلن:
- ان طريق تحرير القدس يمر بالمقاومة و النضال، و ستغرق دماء المقاتلين الإيرانيين و العراقيين و اليمنيين و اللبنانيين و السوريين و الفلسطينيين الصهاينة.
- الشعب الفلسطيني في غزة في هذه الأشهر القليلة من مقاومته المذهلة، كشف حقيقة قوة الإيمان بالله وكانوا مصداقا حقيقيا للآية الشريفة «إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافوا وَ لا تَحزَنوا وَ أَبشِروا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم توعَدونَ».
- كل يوم في غزة، يموت عدد كبير من الرضع والأطفال بسبب الجوع ونقص الغذاء والرعاية الطبية. لا يمكن لأتباع أي من الأديان السماوية أن يروا هذا الكم من الجرائم ويلتزموا الصمت. ما تسمى بالدول الإسلامية وحكامها الذين وضعوا أيديهم بيد الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني الغاصب، يجب أن يعلموا أن القدس وغزة اليوم يشكلان مقياسا لإسلامهم، فإن الصمت أمام جرائم الكيان الصهيوني في قتل الأطفال سيسقطهم أيضا مع القتلة الإسرائيليين.
- ما يحدث اليوم في غزة والأراضي المحتلة هو أكبر وأبشع إبادة جماعية وانتهاك لحقوق الإنسان. اليوم، أيقظت المقاومة الإسلامية لأهل غزة، الضمائر الإنسانية وجلبت العار للغرب. إن المتشدقين بشعار الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية، إذا كانوا يؤمنون بهذه المفاهيم، عليهم أن يقدموا قادة الكيان الصهيوني للمحاكمة ومعاقبتهم.
- إن ما يحدث على الأرض الفلسطينية منذ أكثر من ۷۵ عاماً من القتل والاحتلال ليس قضية ارض أو خلافاً على منطقة وجغرافيا. بل هي قضية إنسانية مهمة. إن منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها، إذا لم تتمكن اليوم من وقف جرائم الكيان الصهيوني المتعطش للدماء، فلن يكون لها أي مصداقية لدى الشعوب والدول.
- إن المسيرات العالمية لدعم أهالي غزة المضطهدين والصامدين سوف تحافظ على روح الأمل حية في الشعب الفلسطيني وتزيد من حافزهم وروح الكرامة لهم. في يوم القدس لهذا العام، سيصب شعبنا العظيم، حامل لواء المقاومة ومحاربة الظلم، جنبًا إلى جنب المناضلين وأحرار العالم، جام غضبه على الظالمين ومناصريهم، وسيضعون بلسمًا على القلوب المتألمة من الشعب الفلسطيني.
إن شاء الله تعالى في ظل بركات و توجهات منقذ العالم ألا و هو المهدي -عجل الله تعالى فرجه الشريف- و توجيهات قائد الثورة المعظم هذا القائد العظيم لجبهة مناهضة الطغاة -أدام الله ظله- سيتحقق النصر و التأييد الإلهي للأمة الإسلامية، و سيقتلع جذور إسرائيل هذه الجرثومة، و مصدر الفساد و الضلال. اليوم المسجد الأقصى و القدس الشريف أقرب إلى التحرر من براثن المستكبرين اكثر من أي وقت مضى، و يوم القدس في هذا العام سيوجه بعون الله الضربات الأخيرة لجسد الظالمين.
جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية في قم